الأربعاء، فبراير 10، 2010

في أي دائرة تفكر؟؟

هذه القصة قرأتها وحبيت انكم تستفيدوا منها مثل ما استفدت منها
تم نقلها من ايميلي مع بعض التعديل


هل تعرف قصة العالم البولندي الذي دخل سجون هتلر؟




في الحرب العالمية الثانية زج بعالم النفس ( ..... ) إلى داخل سجون هتلر الرهيبة .. التي لا يخرجك منها إلا الموت الرحيم .. كان السجن يضم الجرحى وأسرى الحرب من الأعداء .. يقذف بهم خلف القضبان بداخل زنازين رهيبة .. لا تسمع إلا أنات الجرحى .. وأنفاس المحتضرين .. وكل ما حولك يجبر تفكيرك في الموت .. إذ لا مناص ومنه ولا مهرب !



ظل هذا العالم محتاراً بين فكرتين تسيطر على خاطره .. إما أن يهتم ويغتم لحاله ويستسلم للإحباط واليأس القاتل .. ويعمل التفكير ليل نهار في المشكلة ..



أو أن يفكر في الحل وإن كان ضرباً من الجنون ..



رسم في مخيلته دائرتين:



الأولى أعلى لليمين .. والثانية أعلى لليسار !



وكتب في الأولى: المشكلة .. وكتب في الثانية الحل ..!



وبدأ يعطي لنفسه أفضلية الاختيار ..



إن الحال يجبره البقاء في دائرة المشكلة .. لكن ماذا سيجني من ذلك غير ازدياد آلامه وهيمنة العذاب والقلق والخوف من المصير المجهول .. وما دام أن النهاية شبه حتمية إلا أنه فضل دوام التفكير في دائرة الحل وإن كان مستحيلاً ..



إنه يعلم بحكم أنه عالم نفساني أن عقل الإنسان يعمل بأداء رائع حينما نكون بنفسية متفاءلة .. وينعدم التفكير السليم والمنطقي والبحث عن الحلول حينما نكون بنفسيات محبطة مكتئبة لا ترى فيما حولها إلا البؤس والشقاء وخيبة الأمل ..



وهنا أطلق لنفسه التفكير في دائرة الحل .. وتخيل نفسه وقد خرج من السجن .. وعاد محاضراً أمام طلابه .. وتمادى في تفاءله ليتخيل نفسه يروي لهم تفاصيل مأساته في السجن .. وتخيل نفسه يمشي في مدينته حراً طليقاً ..



كان المسجونون من حوله أسراء للقضبان والأفكار والآلام .. بينما هو أطلق لنفسه عنان الأمل .. وبنى لخيالاته عوالم أخرى بعيدة عن أقبية السجن وسجانيه ..



وفي غمرة هذا التفكير الرائع لاحظ أن عربات الجنود تدخل كل يوم لتحمل من قضوا نحبهم وترميهم بعيداً في الصحراء ..



هنا واتته فكرة جنونية .. وقرر أن يجربها .. فما دام أن الموت هو نهاية حتمية فلتكن لأجل النجاة ..



***



تظاهر بالموت صبيحة اليوم التالي .. وأتى الجنود وحملوه بين كومة الأموات .. وفي الصحراء تركوا الجثث نهباً للكلاب والطيور كالعادة .. دون أن يكلفوا أنفسهم عناء دفنها !



أما صاحب القصة وبعد أن ابتعدت عربات الجنود قام وقطع مئات الأميال مشياً على قدمين حافيتين .. وكتبت له النجاة .. وتحققت نبوءة خيالاته .. فقد عاد لمدينته .. ووقف محاضراً أمام طلابه .. وروى لهم قصته ..
..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق